أنواع النسيان في القرآن الكريم
النِّسيان في القرآن الكريم موضوع ذو دلالة عميقة، حيث تم ذكره في عدة آيات بمعانٍ متعددة تبرز أهمية الذاكرة البشرية والعلاقة مع الله سبحانه وتعالى. كما أن النسيان يشير في بعض الأحيان إلى حالة من الغفلة أو الإهمال، وفي أحيان أخرى يرتبط بترك أو تناسي شيء ما عمداً. وكما هو الحال في كثير من المفاهيم القرآنية، يأتي النسيان ليعكس نوعاً من التدبير الإلهي والتوجيه الرباني في سياق الحياة الإنسانية. في هذا المقال، سنتناول أنواع النسيان التي وردت في القرآن الكريم، ونبين السياقات المختلفة التي أشار إليها المولى عز وجل.
1. نسيان الإنسان لما هو في صالحه
يظهر النسيان في القرآن الكريم في سياق عدم تذكر الإنسان لما ينفعه، سواء كان ذلك في مجال العبادة أو الطاعات أو الأخلاق. ففي بعض الأحيان، ينسى الإنسان عهود الله أو شكر النعم التي أنعم الله بها عليه.
من أبرز الآيات التي تشير إلى هذا المعنى، قوله تعالى في سورة الأعراف:
“وَإِذَا رَأَتْهُمْ حِسَابِيَ فَجَعَلُوا مِنْهَا فِرَارًا فَحَذَرُوا أَنْ يَحْنِقُوا” (الأعراف: 80).
النسيان في هذه الآية يشير إلى غفلة الإنسان عن التذكير بالعبادات والطاعات. يربط القرآن الكريم هذا النسيان بالسعي إلى ما يحقق طمأنينة النفس ويسهم في صلاح حياة المؤمن. النسيان في هذه الحالة ليس مجرد إهمال عابر، بل هو يعكس حالة من الغفلة أو ابتعاد الإنسان عن أفعاله التي تعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة.
2. نسيان الإنسان لربه في الأوقات الصعبة
ورد النسيان في القرآن الكريم في سياق نسيان الإنسان لربه في لحظات المحن والابتلاءات، خاصة في أوقات الشدة التي يواجه فيها الإنسان التحديات الحياتية. في هذه الآيات، نجد أن الله سبحانه وتعالى يذكر الإنسان بحقيقة ضعفه وضرورة توكله على الله.
مثال على ذلك، ما جاء في سورة الحديد:
“يُؤْمِنُونَ بِالْمَلَائِكَةِ وَيُحَكِّمُونَ فِيهِمْ أَرْهَفَ نُصْبٍ فَقَالَتْ لَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُمْ يَحْنِقُونَ” (الحديد: 26).
